LegalCounsel
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قواعد اللعبة السياسية ... !.

اذهب الى الأسفل

قواعد اللعبة السياسية ... !. Empty قواعد اللعبة السياسية ... !.

مُساهمة  abadi 20/7/2010, 07:06

هناك التباس وخلط كبير بين المفاهيم السياسية مرده الأساس استسهال العمل السياسي دون ‏إدراك ماهية السياسة بدليل أن مفتاح المجاملة بين العامة من الناس السياسة وكيل ‏الاتهامات المجانية للسياسيين دون سند أو دليل مادي، والجدل دون نهايات أو نتائج فيختل ‏العقل السوي عن إدراكها.‏
‏ يتعكز السياسي كثيراً على مفهوم الوطنية للنيل من أقرانه والتشكيك في وطنيتهم والإيحاء ‏أنه المدافع الوحيد عن الوطن وغيره الخائن.... ويفصل رداء الوطنية على مقاسه الخاص ‏لتبرير أفعاله وممارساته السياسية مقابل إنكارها على المناوئين. فالسياسة لا تقر بالثوابت ‏الوطنية والمفاهيم المبسترة فما كان يحط من قدر السياسي سابقاً من نسج علاقات مع ‏أجهزة أمنية لدول أجنبية أصبح السياسي في الوقت الراهن يجاهر ويتفاخر بصلاته مع ‏أجهزة أمنية لدول أجنبية ويعدها توظيفاً لتحقيق مهاماً وطنية !!.‏
قواعد اللعبة السياسية تغيرت ولم تعد ذاتها وليست بذات الصرامة في كل دول العالم، ‏ويفرضها صناع السياسية الدولية وليس المؤدين لها خاصة في دول العالم النامي. ‏الصناعة السياسية أصبحت أكثر رواجاً وتنوعاً وصالحة لكافة الظروف والمناخات ‏السياسية، فالنموذج السياسي السيئ يروج له الأعلام الديماغوجي باعتباره الأفضل ‏والأحسن، ويسوقه كبضاعة للجمهور الجاهل وبالمقابل يطرد السياسي الجيد من السوق ‏السياسية حتى لو نال استحسان الجمهور المتعلم.‏
القبول بقواعد اللعبة السياسية شرط أساسي لممارسة مهنة السياسة، فالاحتراف السياسي ‏ليس موهبة ولا تراكم لخبرة سياسية على الصعيد الدولي. إنها لعبة خاصة، لها قواعد ‏وشروط وامتحان يخضع له الباحث عن رخصة الاحتراف السياسي لتمكنه من التمييز بين ‏القواعد السياسية والمهارة السياسية، فالأولى غير مسموح بخرقها تحت أي ظرف كان ‏وإلا فان العقوبة جاهزة، والثانية إتقان أساليب خرق قواعد اللعبة وتلافي العقوبة.‏
يعتقد (( جورج بوش )) " لو أتيح للناس اكتشاف الحماقات والأخطاء التي ارتكبناها ‏لعمدوا على مطاردتنا في الشوارع ليعدموننا ".‏
السياسي المدرك لقواعد اللعبة السياسية، هو القادر على خرقها دون أن ينال العقوبة ‏اللازمة أو يؤشر على أدائه السياسي، والأكثر مهارة أن يؤشر المناوئين على خرقه ‏لقواعد اللعبة دون أن يتمكنوا من تقديم الأدلة كونها غير مستوفية لشروط الإدعاء وخشيةً ‏من الإدعاء المضاد الذي يستوجب العقوبة القانونية لتلاحقهم ابتسامته الماكرة.‏
السياسي المحترف ليس فقط من يجيد قواعد اللعبة السياسية وحسب، بل القادر على شل ‏حراك أقرانه من السياسيين والتقليل من أهمية مشاريعهم السياسية وإن كانت ناجحة. ‏فالتحالفات السياسية تعد شراكة في الجهد السياسي لتحقيق الهدف المعلن وليس الهدف ‏المخفي. أن تنال موقعاً ما في هرم السلطة لا يعني إطلاقاً الإيمان بكافة سياساتها بالرغم ‏من إلزامية تنفيذها طبقاً لقواعد اللعبة السياسية.‏
يقول (( كون باول )) " إنتم تعرفون ما أؤمن به وتعرفون أيضاً أني عاجز عن فعل أي ‏شيء ومضطر لتنفيذ سياسات هؤلاء الحمقى ". ‏
إن الإدعاء بالمبادئ السامية شيئاً والالتزام بها شيء آخر على صعيد الواقع، فالقاعدة ‏العامة في اللعبة السياسية لاستقطاب الجمهور الجاهل، الإدعاء بالنزاهة والوطنية ‏والشرف... ( والتي تعد مفاهيم عاطفية تنفذ بسهولة في لا وعي الجمهور الجاهل ) ‏فطالما أنت خارج السلطة أعمل على كيل التهم الجزاف للمناوئين!. وتصبح القاعدة ‏معكوسة حين تكون أنت في السلطة والمناوئين خارجها. رمي التهم الجزاف والطعن ‏السياسي أساليب يجيد ممارستها كلا طرفي معادلة الشر ( السلطة والمعارضة ). وبما أن ‏مفهوم الوطنية، مفهوماً ملتبساً ويعد قاعدة هشة، لا يمكن الارتكاز عليها لممارسة حالة ‏التسقيط السياسي خلال كامل شوط اللعبة السياسية المحدد. فلا بد من إعادة تدقيق المفاهيم ‏السياسية ومنها مفهوم الوطنية التي تحت يافطتها ترتكب الجرائم السياسية البشعة وبعدم ‏إغفال واقعها الزماني والمكاني يمكن إيجاد تعريف دقيق للسياسي الوطني لاعتماده ليس ‏كشعار كاذب للتوظيف السياسي وإنما معياراً يحد من المزايدات السياسية.‏
يرى (( كينيون غيبسون )) " أن الوطنية شيء جيد، لكن من هو الوطني ؟. هل هو الأبله ‏الذي يلوح بعلم الوطن في المناسبات الشعبية ولديه عاطفة جياشة ويطلق شعارات كاذبة ‏في مسيرات وتظاهرات الزيف. هذه تفاهة... هل تريد أن تكون وطنياً ؟. إذاً عليك تجاهل ‏أولئك الحمقى ".‏
صناعة السياسي، إطلاؤه بطلاء الوطنية والنزاهة والشرف... تنظيف سجل تاريخه ‏الوسخ لمنحه سمعة حسنة وتاريخ ناصح البياض يعد من متطلبات السوق السياسي. ‏فقواعد اللعبة السياسية لا تسمح بوصول سياسي إلى هرم السلطة دون أن يحمل ماركة ‏عالمية معترف بها في سوق السياسة الدولية. ولا يمكن الترويج لبضاعة مجهولة المنشأ، ‏دون معرفة صلاحيتها للاستهلاك وشروط تخزينها في مستودعات شركات التسويق ‏السياسي وكذلك تحديد سُبل تسويقها المناسبة في كل سوق سياسي على حدا تبعاً لمستوى ‏وعي الجمهور. ‏


abadi
عضو نشط
عضو نشط

عدد الرسائل : 54
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 14/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى